الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)
.ولاية ابن كنداج على الموصل. لما سار أحمد بن موسى بن بغا إلى الجزيرة وولى موسى بن أتامش على ديار ربيعة فتغير لذلك إسحق بن كنداج وفارق عسكره وأوقع بالأكراد اليعقوبية وانتهب أموالهم ثم لقي ابن مساور الخارجي فقتله وسار إلى الموصل فقاطع أهلها على مال وكان عليهم علي بن داود قائدا فدفعه وسار ابن كنداج إليه فخرج علي بن داود واجتمع حمدان الثعلبي وإسحق بن عمر بن أيوب بن الخطاب الثعلبي العدوي فكانوا خمسة عشر وجاءهم علي بن داود فلقيهم إسحق في ثلاثة آلاف فهزمهم بدسيسة من أهل مسيرتهم وسار حمدان وعلي بن داود إلى نيسابور وابن أيوب إلى نصيبين وابن كنداج في اتباعه فسار عنها واستجار بعيسى ابن الشيخ الشيباني وهو بآمد وأبي العز موسى بن زرارة وهو عامل أردن فأنجداه وبعث المعتمد إلى إسحق بن كنداج بولاية الموصل فدخلها وأرسل إليه ابن الشيخ وابن زرارة مائة ألف دينار على أن يقرهم على أعمالهم فأبى فاجتمعوا على حربه فرجع إلى إجابتهم ثم حاربوه سنة سبع وستين واجتمع لحربه إسحق بن أيوب وعيسى ابن الشيخ وأبو العز بن حمدان بن حمدون في ربيعة وثعلب وبكر واليمن فهزمهم ابن كنداج إلى نصيبين ثم إلى آمد وحمر عسكرا لحصار ابن الشيخ بآمد وكانت بينهم حروب..حروب الخوارج بالموصل. كان مساور الخارجي قد هلك في حروبه مع العساكر سنة ثلاث وستين بالبوارسح وأراد أصحابه ولاية محمد بن حرداد بشهرزور فامتنع وبايعوا أيوب بن حيان المعروف بالغلام فقتل فبايعوا هرون بن عبد الله البجلي وكثر أتباعه واستولى على بلد الموصل وخرج عليه من أصحابه محمد بن حرداد وكان كثير العبادة والزهد يجلس على الأرض ويلبس الصوف الغليظ ويركب البقر لئلا يفر في الحرب فنزل واسط وجاء وجوه أهل الموصل فسار إليهم وهرون غائب في الأحشاد فبادر إليه واقتتلا وانهزم هرون وقتل من أصحابه نحو مائتين وقصد بني ثعلب مستنجدا بهم فأنجدوه وسار معه حمدان بن حمدون ودخل معه الموصل ودخل ابن حرداد واستمال هرون أصحابه ورجع إلى الحديثة ولم يبق مع ابن حرداد إلا قليل من الأكراد فمالوا إلى هرون بالموصل فخرج وأوقع بابن حرداد فقتله وأوقع بالأكراد الجلالية وكثر أتباعه وغلب على القرى والرساتيق وجعل على دجلة من يأخذ الزكاة من الأموال المصعدة والمنحدرة ووضع في الرساتيق من يقبض اعتبار الغلات واستقام أمره ثم جاء بنو ساسان لقتاله سنة ست وسبعين واستنجد بحمدان بن حمدون فجاءه بنفسه وسار إلى نهر الخازن وانهزمت طليعتهم وانهزموا بانهزامها وجاء بنو شيبان إلى فسا فانجفل أهلها وأقام هرون وأصحابه بالحديثة..أخبار رافع بن هرثمة من بعد الخجستاني. لما قتل أحمد الخجستاني سنة ثمان وستين كما قدمناه اجتمع أصحابه على رافع بن هرثمة من قواد محمد بن طاهر وكان رافع هذا لما استولى يعقوب الصفار على نيسابور وزال بنو طاهر صار رافع في جملته وصحبه إلى سجستان ثم أقصاه عن خدمته وعاد إلى منزله بنواحي جي حتى استخدمه الخجستاني وجعله صاحب جيشه فلما قتل الخجستاني اجتمع الجيش عليه بهراة وأمروه وسار إلى نيسابور فحاصر بها أبا طلحة بن شركب وقد كان وصل إليها من جرجان فضيق عليه المخنق ففارقها أبو طلحة إلى مرو وولى على هراة ابن المهدي وخطب لمحمد بن طاهر بمرو وهراة وزحف إليه عمرو بن الليث فهزمه وغلبه على مابيده واستخلف على مرو محمد بن سهل بن هاشم وخرج أبو طلحة إلى مكمد واستعان بإسمعيل بن أحمد الساماني فأمده بعسكر وأخرج محمد بن سهل وخطب بها لعمرو بن الليث سنة احدى وسبعين ثم قلد الموفق تلك السنة أعمال خراسان لمحمد ابن طاهر وهو ببغداد فاستخلف عليها رافع بن الليث وأقر على ما وراء النهر نصر بن أحمد ووردت كتب الموفق بعزل عمرو بن الليث ولعنه فسار رافع إلى هراة وقد كان بها محمد بن المهدي خليفة أبي طلحة فثار عليه يوسف بن معبد فلما جاء رافع استأمن إليه فأمنه واستعمل على هراة مهدي بن محسن ثم سار رافع إلى أبي طلحة بمرو بعد أن استمد إسمعيل بن أحمد وأمده بنفسه في أربعة آلاف فارس واستقدم علي بن محسن المروروزي فقدم عليه في عسكره وساروا جميعا إلى أبي طلحة بمرو سنة اثنتين وسبعين فهزموه وعاد إسمعيل إلى بخارى ولحق بأبي طلحة وبها مهدي فاجتمع معه على مخالفة رافع فهزمهما رافع ولحق أبو طلحة بعمرو بن الليث وقبض على مهدي سنة اثنتين وسبعين ثم خلى سبيله وسار رافع إلى خوارزم فجبى أموالها ورجع إلى نيسابور.
|